-
.
.
.
ذكريات الطفولة،
تلك الكنوز الهشة التي لا ندرك قيمتها إلا عندما تصبح مجرد صورٍ باهتةٍ في ألبوم الزمن.
كم هو قاسٍ أن نستيقظ ذات صباح لنكتشف أن أطفالنا كبروا فجأة، بينما كنّا مشغولين بجمع الأموال التي ظنناها ضمانًا لسعادتهم. ننسى أن أغلى ما نمنحهم إياه ليس الأشياء، بل اللحظات التي تشبِعُ قلوبهم دِفئًا، وتظلّ عالقةً في أرواحهم حتى بعد أن يشيبوا.
الحياة لا تنتظر أحدًا،
تلك الحقيقة التي يجب أن ننقشها في قلوبنا قبل عقولنا. فاليوم الذي نؤجل فيه اللعب مع صغيرنا، أو الحديث معه، أو مشاركته فضوله البسيط تجاه العالم؛ قد لا يعود أبدًا. والأقسى أننا لن نلاحظ فواته إلا عندما يصبح الفراغُ بيننا وبينهم كالوادي العميق.
أبسط الأشياء تصنع أعظم الذكريات،
تلك الجولة في السوق حيث يتعلم كيف يختار بذكاء، وكيف يحترم البائع كما يحترم المدير.
تلك الدقائق على الشاطئ حين يصرخ فرحًا وهو يلاحق الأمواج فتختفي كل هموم الدنيا في صوت ضحكته.
حتى الدراجة الهوائية التي يركبها بجانبك أثناء رياضتك، تصبح درسًا غير مباشر في المثابرة والتوازن.
ليس المطلوب أن نكون آباء مثاليين، بل أن نكون حاضرين حقًا. أن نمسك الهاتف أقل، ونلمس قلوب أطفالنا أكثر. أن ندرك أن ساعة واحدة من الوقت الذي نمنحه بكل حواسنا، تساوي سنواتٍ من الهدايا الفاخرة التي نقدمها ونحن غائبين بفكرنا.
فلنعش معهم كما يعيشون،
ببساطةٍ تذكّرنا أن السعادة ليست في ”كم“ نملك، بل في ”كيف“ نشارك ما نملك.
.
.
.